أقيمت ورشة "ظاهرة العامیة العربیة وأثرها في الجانب التوظیفي والتعلیمي" تحت إشراف الدكتور مسعود فكري أستاذ مشارك بجامعة طهران، بحضور مدير القسم وبقیة الأساتذة في قسم اللغة العربیة وآدابها بجامعة تربیت مدرس.

ضمن فعاليات قسم اللغة العربیة وآدابها في إطار نشاطاته العلمیة بالتعاون مع الرابطة الطلابیة بجامعة تربیت مدرس والجمعيه العلميه الإيرانيه للّغه العربيه وآدابها، أقيمت ورشة "ظاهرة العامیة العربیة وأثرها في الجانب التوظیفي والتعلیمي" تحت إشراف الدكتور مسعود فكري عضو هیئة التدریس بجامعة طهران، بحضور مدير القسم الدكتور خلیل برویني وبقیة أعضاء الهیئة العلمیة الدكتور عیسی متقی زاده والدكتور هادي نظري منظم والدكتورة كبری روشنفكر مساء اليوم الأحد 05/10/1395ۿ. في كلية العلوم الإنسانیة بجامعة تربیت مدرس. وقد شارك 150 شخص من الأساتذة والطلبة من مختلف الجامعات الإیرانیة في إنجاز الورشة.

بدأت الجلسة بكلمة ترحیب ومقدمة من رئیس القسم الدكتور بروینی اﻟذي ﺷدد ﻋﻟﯽ أهمیة ﻣوﺿوع اﻟورشة وعبّر عن هدف إقامة هذه الورش والدورات والمؤتمرات التي تهدف إلى تبادل الخبرات ومناقشة الفرص والتحديات الخاصة بفرع اللّغة العربیة وآدابها بما في ضمنها تعلیم اللغة والترجمة. وتواصل بدعوته من الدكتور فكري لإلقاء كلمته بعد تقدیم مختصر لأهم نشاطاته العلمیة.

جاء الموضوع في عدة محاور منها:

المحور الأول: قضیة العامیة حسب ما نسمیها إمّا الأزمة وإمّا الصراع؛ وبالمناسبة هناك رؤیتین عامتین بالنسبة لموضوع اللهجات وهي أوّلا: كیف یمكن أن یكون لها التأثیر المباشر عن اللغة؟ وثانیا: أزمة اللهجات بالنسبة إلی اللغة العربیة. من هذا المنطلق تطرق الدكتور فكري إلی مفهومي إزدواجیة اللغة بین العامیة والفصحی وثنائیة اللغة والفرق بین المصطلحین؛ ففي ثنائیة اللغة یكون نوع من الوئام والتعایش بین اللغتین، بینما الإزداوجیة یعنی أنه هناك نوع من التعارض بین اللغتین التي تنتهي إلی التدني في اللغة. وتواصل في تحدید المسار لمشكلة الموجودة بین مراحل من الفصحی إلی العامیة: الفصحی ما تتمیز بمیزتین أساسییتن: أن تكون مضبوطة لها قواعد وإذا كان خارج عن هذه القواعد ذلك تعود إما إلی الأسباب الداخلیة للّغة وإمّا إلی الأسباب الخارجیة التي تأتي من تعایش اللغة مع بقیة اللغات.

2.المحور الثاني: العامیة قیاسا إلی من یرید أن یتعلّم العربیة والمسار بین الفصحی والعامیة التي تختص بالعربیة.

حيث قدم فيها الدكتور فكري تعريفاً وشرحاً مفصلا عن اللغة بما في ضمنها الفرق بین الفصحی (وهي اللغة المضبوطة ولاتوجد عندنا اللغة المضبوطة إلّا في القرآن الكریم ولذلك جعل أصحاب الدراسات النحویة القرآن معیارا لمستخدماتهم اللغویة) والفصیح (وهي المرحلة الوسیطة التي تحاول أن تجمع بین اللغتین الفصحی والعامیة. واللغة العربیة تكون في كثیر من منتجاتها مبنیة علی اللغة العربیة الوسیطة ولیست الفصحی) والعامیة التي تختلف عن الفصحی في أربعة جوانب: 1. الجانب الصوتي 2. الجانب الصرفي 3.الجانب التركیبي 4. الجانب الدلالي.

3.المحور الثالث: إختصاص هذه الظاهرة أو عدم إختصاصها بالعربیة وفائدة دراستها. وهل یمكن دراسة اللهجات تعلمها وتعلیمها؟ إجابة عن هذا أشار الدكتور إلی أنّ ظاهرة العامیة في العربیة أكثر تأرجحا بالنسبة لبقیة اللغات وذلك بسبب سعة النطاق الجغرافي في البلدان العربیة. كما وأضاف أنّ تعلّم اللهجة ممكن ودراستها تفیدنا للّتعرف علی الثقافة العربیة عبر التاریخ. أما تعلیمها لا یمكن لأنّ هذه الأقسام المنوعة للهجات وهذا التنوع البالغ في اللغة العربیة یمنع من أن نركز علی كلمة خاصة أو أسلوب خاص للتعلیم. أما التعلم ممكن إما بشكل مباشر أو غیرمباشر یعني بالتعایش مع أهل اللغة وعبر وسائل الإعلام والقنوات المختلفة.

وفي الجانب التوظیفی للعامیة أشار إلی هذه المحاور: 1. اللحن في إداء الحروف 2.التغییر في بناء الكلمة إمّا بزیادة وإمّا بالنقص وإمّا التغییر في الحروف 3.الكلمات الدخیلة 4.الإختصار في التركیب بمعنی الإندماج في التراكیب والإقتصار من البنیة التركیبیة وغیرها من المحاور.

ذهب الدكتور فكري بعد تبیین أصول العامیة العربیة إلی أنّ اللهجة المغربیة أبعد اللهجات إلی اللّغة العربیة الفصیحة واللهجة الشامیة أقربها إلیها مع بعض الخلاف في الآراء بین الباحثین.

وخلّص كلامه في أنّ ظاهرة العامیة ظاهرة لایمكن إنكارها ولابدّ من علاجها في عملیة التدریس ولغیر الناطقین بها صعب لأنهم یعیشون خارج البیئة.

وأخیراً أنهی الموضوع بتقدیم أهمّ المصادر والكتب المعنیة بالعامیة العربیة منها ما یلي:

كتاب "تاریخ الدعوة إلی العامیة" للدكتورة نفوسة زكريا سعيد وكتاب "قاموس ردّ العامي إلى الفصيح" تأليف الشيخ أحمد رضا وكتاب "دور اللهجة في التقعید النحوی" لعلاء الحمزاوي وكتاب "في اللهجات العربیة" للدكتور إبراهیم أنیس وكتاب "قواعد اللهجات العربیة الحدیثة" تألیف: كرستن بروستاد ترجمة محمد الشرقاوی إضافة إلی بعض المعاجم منها: "موسوعة الأمثال الشعبية المصرية والتعبيرات السائرة" للدكتور إبراهیم أحمد شعلان و"معجم الألفاظ العامیة" لأنيس إلياس فريحة و...

فنشكر كلّ من ساعدنا ودعمنا في إقامة هذه النشاطات التي تصبّ في مصلحة تنمیة النطاق التعلیمي والدراسي والعلمي والأدبي، ونخصّ الرابطة العلمية الطلّابیة بجامعة العلّامة الطباطبائي ونتمنّى استمرار مثل هذه الورشات والدورات، وسوف نسعى لتحقيق ذلك.